وحدة الشئون التركية وغرفة التغطية الحية
وسط حالة من الترقب حول العالم باعتبار الانتخابات التركية دائما ما تكون مؤشرا لمحيطها، أظهرت النتائج المثيرة في الانتخابات المحلية التركية إلى الآن أن الشعب التركى انقلب على معشوقهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، والذي أوصلوه لولاية رئاسية جديدة بعد جولة ثانية .
أعلن أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول ومرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض فوزه بولاية جديدة، كما أعلن زميله رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش فوزه في الانتخابات، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هذه الانتخابات “ليست نهاية الطريق” لكنها تقطة تحول بالطبع.
مرشحو المعارضة التركية في الصدارة
وتقدم مرشحو المعارضة في المدن التركية الثلاث الكبرى (إسطنبول وأنقرة وإزمير) بعد فرز 99% من الأصوات في الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد.
وقال الرئيس التركي في خطاب ألقاه من شرفة المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد منتصف الليل إن “الانتخابات البلدية ليست نهاية الطريق لكنها نقطة تحول”.
وأضاف “الشعب يقول كلمته عبر الصندوق ويرسل إنذاره إلى السياسيين عبر الصندوق، وهذا نجاح لديمقراطيتنا”.
أردوغان : سنراجع أنفسنا
وتعهد أردوغان بتحليل نتائج الانتخابات البلدية بصراحة، وقال “سنراجع أنفسنا عبر النقد البناء”، مؤكدا أن حزبه لن يتصرف بأي أسلوب يتنافى مع الإرادة الشعبية للمواطنين بل سيخضع لها ويصلح الأخطاء، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق، أعلن أكرم إمام أوغلو فوزه بولاية جديدة في رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، مشيرا إلى تقدمه بأكثر من مليون صوت على منافسه مراد قوروم مرشح الحزب الحاكم.
منصور يافاش فاز بالعاصمة
كما أعلن منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض فوزه بولاية جديدة في رئاسة بلدية أنقرة.
وحسب النتائج التي نشرتها وكالة الأناضول الرسمية، حصل إمام أوغلو على 51% مقابل 39.5% لمنافسه. وفي أنقرة، حصل يافاش على 60.3% مقابل 31.6% لمنافسه.
نسبة تاريخية للشعب الجمهوري
وفي عموم الولايات التركية حصل حزب الشعب الجمهوري على 37.7% بعد فرز 99.8% من الأصوات.
وحصل حزب العدالة والتنمية الحاكم على 35.4%، فيما حصل حليفه حزب الحركة القومية على 4.9%.
أما حزب الرفاه الجديد فقد حصل على 6.1% وحزب الشعوب الديمقراطي على 5.6% وحزب الجيد على 3.7%.
انتصار كبير للمعارضة ووكالة الأناضول الحكومية تعترف
تسير المعارضة التركية على طريق تحقيق انتصار كبير في الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد، وصولا إلى الأناضول، والحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان
في خطوة قد تؤدي إلى تعزيز جهود المعارضة التركية لإعادة تأكيد نفسها بصفتها قوة سياسية.
وفي ضربة أخرى لأردوغان، أعلن رئيس بلدية أنقرة الحالي منصور ياواش فوزه على منافسه من حزب العدالة والتنمية بعد أقل من ثلاث ساعات على إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية على مستوى البلاد.
مقياس لقوة المعارضة وأردوغان
وينظر المحللون إلى الانتخابات البلدية التي أجريت في أنحاء تركيا على أنها مقياس لدعم أردوغان وقوة المعارضة.
ونظم أردوغان، الذي يقود تركيا منذ أكثر من عقدين، حملات انتخابية قوية دعما لحزبه من أجل استعادة السيطرة على إسطنبول من منافسه إمام أوغلو، رئيس البلدية الحالي والمنافس الرئاسي المحتمل في المستقبل.
وقال أردوغان: لم نحقق النتائج المرجوة من الانتخابات المحلية.
أعمال عنف دامية.. قتلى ومصابين
واندلعت أعمال عنف في بعض المدن بشرق تركيا فيما يتعلق بانتخاب مسؤولي الأحياء، وسط تقارير عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وقال إمام أوغلو “بناء على البيانات التي جمعناها، أستطيع أن أقول إن التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل”. وأضاف “الصورة الحالية تسعدنا كثيرا”.
أكبر ضربة انتخابية لحزب أردوغان
ونشرت وكالة الأناضول التي تديرها الدولة نتائج رسمية بعد فرز بعض صناديق الاقتراع أظهرت تقدم حزب الشعب الجمهوري المعارض في المدن الكبرى مثل إزمير وبورصة وأنطاليا وأضنة.
ووجه إمام أوغلو لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية أكبر ضربة انتخابية منذ عقدين في السلطة بفوزه في انتخابات 2019. لكن الرئيس تمكن في 2023 من الفوز بفترة جديدة وبأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين.
وأظهرت نتائج فرز الأصوات في بعض صناديق الاقتراع تقدم حزب الشعب الجمهوري على مستوى البلاد بنحو 39 بالمئة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها هذه النسبة منذ 35 عاما.
الظهور الخافت للعدالة والتنمية يقوض سيطرة أردوغان
وقال محللون إن الظهور الخافت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأحد قد يقلل من سيطرة أردوغان على تركيا ، ويشير إلى تغير محتمل في المشهد السياسي المنقسم في البلد صاحب الاقتصاد الناشئ الكبير. ويُنظر إلى فوز إمام أوغلو على أنه يغذي التوقعات بأن يصبح زعيما وطنيا في المستقبل.
وفي جنوب شرق تركيا، اشتبكت مجموعات مع بعضها ببنادق وعصي وحجارة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن مرشحا آخر قُتل وأصيب أربعة في اشتباكات.
التضخم كلمة السر
وأضافت أن 16 شخصا أصيبوا في اشتباك في شانلي أورفا بينما طُعن رئيس بلدية أفيون قره حصار في الغرب. وأفادت وكالة ديميرورين للأنباء بشكل منفصل بأن شخصا قُتل بالرصاص وجُرح اثنان خلال الليل في بورصة.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول، التي تقود الاقتصاد التركي، بين إمام أوغلو وقوروم. وقال محللون إن النتائج الأولية تعكس على الأرجح الضغوط الاقتصادية الناجمة عن التضخم المستفحل الذي يقترب من 70 بالمئة، فضلا عن عدم رضا الناخبين الأكراد والإسلاميين على أداء حزب العدالة والتنمية.