غرفة التغطية الحية ووحدة الشئون الفلسطينية والإسرائيلية
في محاولة غير مأمونة العواقب كغيرها ، وعلى تناقضها حيث تتزامن مع زيارة وزير الحرب الاسرائيلي يوآڤ جالانت لواشنطن للإتفاق على الأسلحة التى يجتاحون بها رفح ويوسعون بها الحرب في لبنان ، يجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة الخميس مع وزراء خارجية مصر والسعودية والمغرب وقطر والأردن والإمارات والجامعة العربية بالإضافة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ لبحث ما سمى بعملية السلام إنطلاقا من وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وقيل أنه تمهيد لدولة فلسطينية.
ويتم هذا من خلال وثيقة تتشكل من خلال الاجتماع ، وتصل بعض التسريبات لمفاوضات مباشرة وغير مباشرة تستمر حوالى عامين تنتهى أو تكون بدايتها مع بلورتها دولة فلسطينية ثم الاعتراف الدولى بها، حسب ما تجتمع عليه المفاوضات.
وأشارت مصادر دبلوماسية عربية إلى أن وزراء خارجية العرب سيتطرقون في الاجتماع إلى مفاوضات الهدنة، وسبل وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع.
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن المجتمعين سيناقشون وزير الخارجية الأمريكي في مصر، تصورا عربيا لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل على أساس المبادرة العربية الشهيرة.
الخطة لاتزال في حاجة للنضوج .. وللأمريكيين دور فيها
وقالت المصادر إن الخطة ما زالت في حاجة إلى نضوج، وهي في طور المباحثات مع الأمريكيين، استفادة من أجواء الانتخابات الأمريكية والدعم المتزايد للفلسطينيين ، وأضافت: “تتخذ الخطة الشاملة التي يجري إعدادها، أهمية كبرى هذه المرة بسبب طبيعة الدول التي تصوغها. دول كبيرة ومؤثرة على الأمريكيين وفي المنطقة. وتربط علاقتها الطبيعية مع إسرائيل بإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية. ناهيك عن الرغبة الأمريكية في تحقيق ذلك”.
وأكدت المصادر أن “النقاشات مستمرة، لكن الدور الأمريكي هو الحاسم. فالولايات المتحدة فقط هي التي تستطيع وقف الحرب وإجبار إسرائيل على القبول بدولة فلسطينية”.
وتحاول واشنطن إدارة حسابات استراتيجية وسياسية وانتخابية دقيقة قد تؤثر على شكل المنطقة في السنوات القليلة المقبلة، كما تتشارك دبلوماسيا بنشاط مع حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي واجهت تقريبا كل مطالب واشنطن منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 بكثير من الرفض والتعنت.
ووصل بلينكن إلى مدينة جدة الأربعاء، لإجراء مزيد من المناقشات مع القيادة السعودية حيال الحرب في قطاع غزة، في إطار جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
وأجري بلينكن، القادم من العاصمة الفلبينية مانيلا، محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي التقاه مرات عدة منذ بدء الحرب في قطاع غزة، قبل التوجه إلى مصر الخميس، المحطة الثانية في جولته الشرق أوسطية.
هل هناك نجاح متوقع بعد إحباط إسرائيل لكل المحاولات؟!
وفشلت أطراف الوساطة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل بدء شهر رمضان. لكن جولة جديدة من المباحثات بدأت الأسبوع الماضي تستند إلى مقترح من حركة “حماس” يقوم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع مقابل الإفراج عن أسرى محتجزين لديها، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في إسرائيل.
والأربعاء، أكد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان أن الوسطاء نقلوا موقف إسرائيل من المقترح الذي سلمته الحركة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن الرد سلبي بشكل عام.
أشار مسؤولون كبار في مجلس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه يجب على “حماس” أن تقدم تنازلات أكثر مما قدمته مسبقا للتوصل إلى اتفاق، مؤكدين وجود فرصة جيدة بعد تنازلها عن شرط “إنهاء الحرب”.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، قال مسؤولون كبار في مجلس الوزراء الإسرائيلي قبل الاجتماع الذي عقد ليلة الثلاثاء: “نحن نقف على خطوط عريضة لعقد صفقة الرهائن، وتحتاج حماس إلى التراجع أكثر قليلا حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق. هناك فرص جيدة للتوصل إلى اتفاق بعد تراجع حماس عن موقفها بإنهاء الحرب”.
ومن ناحية أخرى، قال مسؤول أمني: “يبدو أن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت لأنه لا تزال هناك أشياء كثيرة نحتاج إلى جسرها، ولكن هناك إمكانات”.
وبعد عودة رئيس الموساد ديفيد بارنياع واللواء نيتسان ألون من جولة المحادثات مع الوسطاء القطريين والمصريين، ظل في الدوحة فريق عمل رفيع المستوى مكون من أفراد الموساد والشاباك وآمان، ويواصل الفريق إجراء المفاوضات مع القطريين والمصريين الذين يتنقلون بين الوفد الإسرائيلي ووفد “حماس” الموجود أيضا في الدوحة.
حماس تتنازل
وإسرائيل لاتزال تتعنت
وبحسب مسؤولين حكوميين إسرائيليين كبار، فقد تنازلت “حماس” عن موقفها الأولي الذي طالب بإنهاء الحرب. لكن بحسبهم، هناك عدة مطالب أخرى للحركة “غير مقبولة من وجهة نظر إسرائيل: مطلب العودة إلى شمال غزة، وهو ما يعني التنازل عن مكاسب الحرب، وعودة حماس إلى المنطقة. ومنع المستوطنون من العودة إلى منازلهم”.
وقدر مسؤول إسرائيلي كبير أن “حماس” لن تتنازل عن شرط عودة المدنيين إلى شمال قطاع غزة. ووفقا له، فقد تخلت الحركة الفلسطينية عن هدف إنهاء الحرب وكل ما تريده هو فترة راحة مدتها ستة أسابيع وزيادة كبيرة في دخول المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن “هناك قضية أخرى غير مقبولة من وجهة النظر الإسرائيلية وهي مطالبة حماس بتحديد هوية الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام العالية الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل”.
وأبدت مصادر مطلعة على تفاصيل المحادثات في قطر صدمتها بأن الخلافات بين الطرفين كبيرة جدا وأن أصل الخلاف يتعلق بمطالبة “حماس” بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
ووفقا لهم، “لو كان هناك انفراج كبير وتفاهم على إمكانية التوصل إلى اتفاق قريبا لكان بارنياع وألون قد بقيا في قطر”. وتشير المصادر إلى أنه لا يوجد تقدم كبير في الوقت الحالي، والعزاء الوحيد لإسرائيل هو أن الأمريكيين موجودون بقوة في الصورة ويضغطون بشدة من أجل التوصل إلى اتفاق.
اجتياح رفح وإجلاء الفلسطينيين .. ووفدان إسرائيليان بواشنطن
وفي إشارة إلى العملية البرية التي خطط لها الجيش الإسرائيلي في رفح، قال مسؤولون إسرائيليون كبار إنه من غير الممكن دخول هذه المنطقة طالما أن صفقة الأسرى لا تزال مدرجة على جدول الأعمال، وقال أحد كبار المسؤولين: “لا يمكنك إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح، وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار فسوف يسمحون لهم بالعودة”.
وأضاف المسؤول: “الجيش لا يتوقف ولا المستوى السياسي كذلك. موضوع الصفقة مهم للغاية، إنهم يريدون التوصل إلى صفقة، لذا فمن الواضح أنه سيكون هناك تأخير في العمل في رفح، وفي الوقت نفسه، يزيد الجيش من عملياته لملاحقة قادة حماس”.
وبعد أن اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين في محادثة هاتفية، على أن ترسل إسرائيل وفدا للتباحث مع الأمريكيين في مسألة العملية البرية المحتملة في رفح، تقرر أن يسافر وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ورئيس أركان الأمن القومي تساحي هنغبي إلى واشنطن.
وتجري المحادثات أيضا حول رحلة منفصلة محتملة لوزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن، إذ أعطى رئيس الوزراء نتنياهو الإذن من حيث المبدأ بالرحلة، والآن يعمل الطرفان على وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل. وستكون هذه أول رحلة يقوم بها غالانت إلى الخارج منذ اندلاع الحرب.
وللتذكير، من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الجمعة في زيارة تستغرق عدة ساعات، سيعقد خلالها جولة من الاجتماعات السياسية مع المسؤولين الإسرائيليين.
نتنياهو في رسالة لبايدن: “من المستحيل إكمال النصر دون دخول رفح”.
الخلاف بين نتنياهو وبايدن
رغم التوافق
وأشار رئيس الوزراء إلى الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن استمرار القتال في غزة وقال “الأمر ليس سرا، كان لدينا اختلافات في الرأي حول أفضل السبل لتحقيق القضاء على حماس”.
علق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، (الأربعاء)، على الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن استمرار القتال في غزة.
وفي شريط فيديو نشره مكتبه، قال نتنياهو “في البداية اتفقنا على ضرورة القضاء على حماس. لكن خلال الحرب، ليس سرا، كانت لدينا اختلافات في الرأي حول أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف. في بداية الحرب، وأضاف: “خلال الرحلة، قلت للرئيس: لا يمكنك هزيمة حماس دون أن يدخل الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة”. بايدن ونتنياهو اتفقا على أن وفداً إسرائيلياً سيذهب إلى واشنطن لبحث عملية رفح
“الإدارة الأميركية تصدق استطلاعات الرأي في إسرائيل، ونتنياهو غير محبوب في واشنطن”
“في حديثنا الأخير قلت له: من المستحيل استكمال النصر دون دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح، وذلك للقضاء على بقية كتائب حماس. وسنفعل نفس الشيء هذه المرة، أريدك أن تعلم أنني قد لقد وافقنا بالفعل على الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي، وسنوافق قريبًا أيضًا على خطة إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال.
وقد طلب الرئيس بايدن، الذي أقدر دعمه، أن يقدم لنا مقترحات شعبه في المجال الإنساني. وفي قضايا أخرى. وكما قلت – كانت هناك أوقات اتفقنا فيها مع أصدقائنا، وكانت هناك أوقات لم نتفق معهم فيها. وفي النهاية، قمنا دائمًا بما هو ضروري لأمننا، وسوف نفعل ذلك وأضاف: “افعلوا ذلك هذه المرة أيضًا”.
وشدد نتنياهو في ختام تصريحاته على أنه “بينما نستعد للدخول إلى رفح، وسيستغرق الأمر بعض الوقت، فإننا نواصل العمل بكل ما أوتينا من قوة. ونواصل العمل في خان يونس، في مخيمات المركز، في القضاء على “والقبض على كبار مسؤولي حماس كما فعلنا الآن في الشفاء، في القضاء على عدة مئات من الإرهابيين. وكما وعدتكم مرارا وتكرارا – نحن مصممون على تحقيق النصر المطلق، وسوف نحققه”.
كلام نتنياهو يأتي على خلفية مغادرة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس الجمعية الوطنية تساحي هنغافي إلى واشنطن، وسيرافق الوفد ممثل عن منسق عمليات الحكومة في المناطق المحتلة .