أبرء ساحتى أمام الله ووطنى وأبنائي، مما يشهده عصرا، لم أتخيل يوما أن أعيش فيه، آلا تستحق سوريا التى ضاعت ل50 عاما على الأقل، وفق تصورى، جلسة طارئة في الجامعة العربية، لتروجوا أمام شعوبكم أنكم لاتزالوا باقون وتحاولون، لكن بلا كلام مرسل، بقرارات حقيقية، لماذا قوات عربية مشتركة على الأرض السورية، لحماية الباقي منها.
والله، الفرصة مواتية، لكن الفكرة في الإرادة، وسيتم كل بالتنسيق بين القوى الدولية، التى توافقت على نهاية نظام بشار، لكن مع الحفاظ على سوريا وفق المعلن، رغم كل العربدة الحاصلة من الداخل ومن إسرائيل لا تدل على ذلك بالمرة.
250 غارة إسرائيلية في يوم واحد
إسرائيل ضربت سوريا ب250 غارة قوية خلال يوم واحد، لتقضي على كل ما له علاقة بالقدرات العسكرية، ولم يحرك أحد ساكنا سوى مصر والأردن ببيانات مقتضبة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي هو الذي خرج في مؤتمر صحفي عالمى وأعلن ضمن ما أعلن أن الجولان ستبقي إسرائيلية للأبد.
وأتصوره غبيا على غير العادة، لأنه لديه الفرصة لينهش أكثر وأكثر من العرض السوري المستباح، ومن الممكن جدا أن ينفذ مخططهم بالاستيلاء على المحافظات الثلاثة القريبين منه، وسيكون وقتها على مقربة كبيرة من العاصمة، هو بالفعل الآن على بعد 80 كيلو متر من العاصمة، وتحلم منذ زمن إسرائيل بإسقاط دمشق، ففعلتها الآن لكن بصورة غير مباشرة.
بشار من التاريخ والقصة في مستقبل سوريا
لعن الله بشار الأسد وكل بشار وكل زوجة وحاشيتها وحاشيته، أنكم تدمرون الأوطان، أنقذوا أنفسكم وأنقذوا شعوبكم، حتى لا تكونوا أداة في تحقيق مخطط إسرائيل الكبري الذي أتصور أن الأرض ممهدة لتحقيق ما أكثر من إسرائيل الكبري.
لا يفوتك
250 غارة إسرائيلية على سوريا في يوم واحد:لمن يريد أن يدرك خطورة هذه الموجة من الخريف العربي
د. هشام فريد يسطر: ضاعت سوريا بالخيانة من الجميع..فما هو القادم؟
لكن فقط صغر الجيش الإسرائيلي الذي لن يستطيع ملاحقة المساحات المتاحة للاحتلال والتوسع، هذا هو ما سيقوضه فقط، إلا لو لجأ للمرتزقة بشكل مباشر وعلنى الآن، من نوعية من أسقطوا دمشق، سيكون الأمر ممكن.
ولا يمكن أن ننسى تصريح الرئيس الجمهورى دونالد ترامب أنه يندهش من صغر حجم إسرائيل، وقالها أيضا خلال الساعات الأخيرة واحدة من أعتى رموز التطرف اليمنى في أوربا، خيرت القيادى المشارك في الائتلاف الحاكم بهولندا، والإيماءة واضحة ذلك.
الدور على مين؟!
بالمناسبة، كل الترويجات الإسرائيلية والغربية تركز الآن على من التالى، ويلوحون على مصر والأردن والسعودية، وأنا أضيف لهم الجزائر لأنها مستهدفة بقوة، لكن الأرض الرخوة في دول الموجات المختلفة للخريف العربي، من الممكن أن تزيد دائرة الخطر، فلا تستبعد تونس أبدا.
كل التقديرات المخابراتية الغربية والإسرائيلية تشير إلى إمكانية تحقق أجواء الاضطرابات في مصر، والإخوان الإرهابيون حول العالم ومن كل الجنسيات يغذون لذلك انطلاقاً من الأزمات الاقتصادية، ولا أعرف من أين جاء بناءهم هذا غير العقلانى، إلا لو كانت لديهم مخططاتهم الجاهزة، فلا تشابه بين مصر وسوريا يذكر.
ماذا فعل السوريون دون أن يعوا؟
ودون أن يعوا فحملة العرفان بالجميل التى يطلقها السوريون خلال الساعات الأخيرة للمصريين، تدلل على كذب الترويجات الإسرائيلية والغربية.. وقوة المصريين ومؤسساتها ومن وراءهم جيشهم وقيادتهم، وبالتالى فالأمر ليس مصر بإذن الله، الأهم الانتباه.
وعموما يجب أن نكون متيقظين تماما، فالمجموعات الإرهابية التى ظهرت فجأة، وكنا كلنا نسأل أين اختفي حوالى 200 فصيل إرهابي ومعارض فجأة؟! .. إنهم كانوا في أماكن عدة بأوربا الشرقية وأخيرا أوكرانيا يدربون بقوة استعدادا لهذه المرحلة، وعادوا بالتكتيكات الإسرائيلية باعترافهم، بعدما مهدت لهم إسرائيل الساحة بالقضاء على حزب الله وتدمير الجيش السورى والمليشيات الإيرانية الداعمة.
طرف الخيانة الأخطر
في حين كان الطرف الآخر يعد لخيانة أو رفض للقتال لسبب ما أو انقلاب عسكري على نظام بشار من نوع مختلف، حيث قرر أطلال الجيش السورى آلا يحارب، وقررت روسيا وإيران آلا تدعم بحجة أن الجيش لا يواجه، واختفي بشار وكأنه كان في إقامة جبرية، فقط سمحوا له بالعودة من روسيا لكن دون تدخل، وخلال 11 يوما سافر لروسيا مرة أخرى، لكن هذه المرة لاجئ سياسي لا رئيس.
وتكاملت المؤامرة وسقط الباقي من سوريا، في معادلة استوعبناها، مع تكرار موجات فوضى الخريف العربي، واطلاعنا على المعلن من المخططات الغربية والإسرائيلية من الإبداع المريض لبرنارد لويس وجيورا آيلاند وشيمون بيريز ووبرنادر ليڤي وغيرهم، وطبعا بالصدفة البحتة كلهم يهود ومنهم إسرائيليين.
الدهاء المصري
ولن نتوقف كثيرا عن فكرة التشابهات، فالأهم أن نتيقظ، لأنهم مستعدون لتهيئة الأجواء لكل شئ، ومن الدهاء المصري أننا اقتربنا كثيرا من نزع فتيل مؤامرة آخر في غزة، فخلال أسبوعين على الأكثر سيكون هناك اتفاق وقف إطلاق نار في غزة، والمفاوضات بالدور المصري وصلت لأمتار أخيرة لم تصلها من قبل.
لكن هناك خطورة في ذلك أيضا، لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى، فكارثة سقوط سوريا حدثت بعد أيام من وقف إطلاق النار في لبنان، وبعد إفادة مسجلة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هدد فيها بشار في مقتبل كلامه بأنه يلعب بالنار وحذره من ذلك، مؤكدا أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط.
لا قلق على الأردن
وأردنيا، فبالطبع لن يسمح الأمريكان ولا حتى إسرائيل، بأى قلاقل في المملكة الشقيقة، رغم الترويجات الإسرائيلية، إلا أن التواجد الإخوانى هناك، والارتباط بشكل ما مع بعض القوى التى أسقطت دمشق، وتوفر التواصل الحدودى يجعل محبو الأردن يدعونهم للتيقظ، وبالفعل الظهير الشعبي الأردنى واعى للخطر، وقيادة المملكة تجاوزت الكثير من هذه الاختبارات الصعبة، منذ الموجة الأولى للخريف العربي.
عمليا، الأردن مستفيدة من سقوط الميليشيات الشيعية الإيرانية في سوريا، خاصة أن إيران كانت تستهدف الأردن، وأشعلت الحدود بينها وبين سوريا، وبينها وبين إسرائيل خلال الفترة الأخيرة فى ملفات عدة، وتوترت العلاقات أكثر مع استخدام الأردن كموقع لاستهداف الصواريخ الإيرانية المتجهة لإسرائيل عبر قواعد أميركية كشف عنها بالأردن لأول مرة وقتها، وإجمالا، يجب أن نظل كلما متيقظون لسنوات..
الخطر الأكبر على الجزائر
والأمر لا يختلف في هذا الإطار عن السعودية، لكن الخطر الأكبر على الجزائر لأن أمريكا وفرنسا وإسرائيل يستهدفونها، كل لغرض ما، وأدعو الأخوة الجزائريين للتيقظ والوحدة، فعلم إسرائيل متواجد في كل المظاهرات الأمازيغية بشوارع باريس، وهذا المعلن، ما بالك بالخفي.
ولهذا أدعو، وأتمنى آلا يتهمنى أحد بغير الواقعية باستعادة الجامعة العربية بقمة عربية حقيقية، أتمنى أن ينهى بها القامة الدبلوماسية المصرية الكبري أحمد أيو الغيط حياته العملية حتى يترك سيرته طيبة للجميع، وكل شئ يتم بالتنسيق بين القوى الدولية والإقليمية بما فيها إسرائيل نفسها، فيجب أن نكون أكثر دهاء منهم.
مؤامرة 7 أكتوبر
لا حل سوى الوحدة، حتى لو نكن متفقين في أمور ما، فالقصة الآن تتعلق بفناءنا جميعا، لصالح إسرائيل، وهذا كله يذكرنا أنه لم يكن ليتحقق بشكل كبير إلا بعد أحداث 7 أكتوبر، التى مهدت لكل ذلك، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون اعترف أن أحداث 7 أكتوبر، كتبت حياة جديدة لنتنياهو، الذي كان منتهى بالمرة، ولنا في ذلك حديث أكثر تفصيلي، أثبت لكم كيف أن 7 أكتوبر أكبر مؤامرة ضد الفلسطينيين والمصريين وكل العرب.
#إعلام_إسلام