وتعيين الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل مستشاراً لرئيس الجمهورية ومنسقاً عاماً للأجهزة الأمنية ومبعوثاً خاصاً لرئيس الجمهورية.
والعالم كله تقريبا، يحلل ويقرأ الحدث، والفضائيات المختلفة ترقب، وبالتأكيد أجهزة المخابرات المختلفة في المنطقة والعالم ، الصديقة وغيرها، تضع تقديرات الموقف وتقيم الأمر.
بالذات لأن قرار السيسي ليس مجرد تغيير لرئيس المخابرات المصرية في أجواء دقيقة فقط، وعقب ساعات من كلمة قوية جدا، وفعاليات أقوى للرئيس السيسي ردا على مجريات الأحداث المتسارعة في الإقليم.
بل، يشمل استحداث منصب جديد بمهام غير معتادة على المشهد المصري، بل المنطقة والعالم، فمتعارف على منصب مستشار الأمن القومى أو حتى وزير الشئون الاستراتيجية ووزير الشئون المخابراتية في بعض الدول، لكن ليس متعارفا في الغالب على المنصب الجديد، الذي يشمله التوصيفات الجديدة للواء عباس كامل، رفيق الدرب.
فبخلاف كونه مستشارا لرئيس الجمهورية، وهذا المنصب كان فيه الكثير من الأسماء البارزة، وأصبح فيه أيضا أسماء بارزة أخرى، تختلف فيها الصلاحيات أو التقديرات.. فكامل أيضا هو منسق عام للأجهزة الأمنية ومبعوث خاص لرئيس الجمهورية.
ولنترك الجزء الأخير من التوصيفات، مبعوث خاص رئيس الجمهورية، حيث يكفل بمهام في زيارات ما، وللسيد كامل خبرة كبيرة في ذلك في عدة ملفات إقليمية ودولية، فزار فيما قبل عدة مرات إسرائيل وليبيا والسودان والخليج والأردن وأفريقيا في هذا الشأن، الذي أصبح رسميا بالفعل.
وبالتالى، تركيزنا الآن على المنصب المستحدث، والذي يأتى في ظروف حثيثة بالفعل، وله طابع شرقي وأيضا غربي، وبالتالى فإن الممارسات هى التى تكشف طابعه التنفيذى، وبالطبع فالعلاقة الخاصة بين الرئيس المصري والسيد عباس كامل ستكون شريكا في تشكيل الصورة الجديدة غير الاعتيادية على مصر وعدة دول أخرى، ومن الممكن أن تكون نموذجا في هذا الإطار.
فهل يكون، منصبا تقديريا، كما كان مستشار الأمن القومى، عندما تقلدته معالى السفيرة فايزة أبو النجا، أو منصبا فاعلا مؤثرا، خاصة أم الرئيس يعرف إمكانيات السيد كامل وعلاقات الإقليمية والعربية والدولية.
وكان اعتياديا، أن تتصيد المجموعة الإخوانية الإرهابية الباقية، في تطورات المشهد، وتعتبره إطاحة أو إقالة، لكننا في حقيقة الأمر بعيدا عن تلوينهم الأحداث للبقاء في الصورة، أمام مشهد غير تقليدى يشكله الرئيس السيسي والسيد كامل وفريق الرئيس، وعلى أساسه تتحد مهام وفعالية هذا المنصب، أو غير ذلك.
مصر دولة كبيرة، ولها أجهزة أمنية كثيرة ومتشعبة التخصصات على كل الملفات والمستويات والمسؤوليات، ونحن في أجواء دقيقة وتحديات أدق وتهديدات متسارعة، وبالتالى اللحظة تكون فارقة، ومن المهم التنسيقات العاجلة والاتصالات الطارئة للوصول لقرار حاسم في ملف جاسم أو حدث جلل، وكانت هذه الآلية المأمولة، تحت عنوان “منسق عام للأجهزة الأمنية”، التى يترقبها الكثيرون في مصر والإقليم والخارج.
وكانت من آخر الفعاليات، التى قام بها كامل، في منصبه السابق كرئيس لجهاز المخابرات المصرية، الذي ظل فيه لسنوات عديدة، كقائم بالأعمال كمكلف رسمى فيما بعد، مرافقة الرئيس في الزيارة المهمة جدا لدولة إيرتريا، والتى حوت رسائل معقدة لكثير من الأطراف مع القمة الثلاثية المصرية الصومالية الإيرترية.
وترددت أنباء تداولها إعلام إقليمى ودولى، حول لقاء مع رئيس الشاباك الإسرائيلي بالقاهرة رونين بار، بعد فترة من القطيعة المصرية، في محاولة مصرية متجددة لإنقاذ الموقف في غزة، وجاء اللقاء المصري الإسرائيلي المروج له، وفق إعلام دولى، بعد اجتماعات لكامل مع قيادات منظمات فلسطينية مختلفة..ولم تكشف الدولة المصرية عن تفاصيل ما، وهذه هى العقيدة المصرية المعتادة في هذا الإطار.
عن الكاتب
