يصارعنى ألما كبيرا من الخيانات التى تقع في سوريا، خلال الأيام الأخيرة بالذات، تجعل هؤلاء المرتزقة ينهشون في العرض السوري، بهذا الإجرام، وتسقط المدن الاستراتيجية بالدراجات البخارية والمسيرات، حتى أنهم خلال أقل من أسبوع أصبحوا على أبواب دمشق.
وانهارت دفاعات بلدات ومدن خلال ساعات، كان قد استغرق الجيش السوري شهور حتى يستعيدها، والغريب إن إسرائيل وأمريكا وعدة قوى أخرى يجاهرون بقلقهم من سقوط الأسلحة غير التقليدية والمعدات الثقيلة في أيد الإرهابيين الذين يسمونهم بالثوار أو المتمردين، وكأنهم لا يقفون وراءهم.
علامات الاستفهام و سيناريوهات التقسيم
وهناك علامات استفهام كثيرة تحاصر تطورات سوريا الدرامتيكية، التى من الممكن أن تكون هذه المرة الأخيرة التى نشاهدها فيها كدولة، قبل أن تتحول لكانتونات ودويلات، ووقتها ستلى إسم سوريا الجهة الجغرافية المعبرة عنها، مثل سوريا الشمالية وسوريا الشرقية وسوريا الجنوبية.
ووفق التصور المخابراتي الإسرائيلي المروج خلال الساعات الأخيرة، حيث عقد المجلس الوزاري الأمنى السياسي “الكابينت” ثلاث مرات خلال 72 ساعة, ستكون سوريا الجنوبية دويلة صغيرة تشمل دمشق ومرتفعات الجولان.
هل تتدخل إسرائيل على الأرض؟
وتترك للرئيس السورى الحالى بشار الأسد، وتكون برعاية إسرائيل، المضغوط عليها من قطاعات شعبية ومؤسساتية للدخول لسوريا، وفق المروج، وكسب أراضي كما يفعل الرئيس التركى أردوغان، والحجة متوفرة، هى حماية كيانها من الميليشيات السنية الإرهابية أو الميلشيات الشيعية الإيرانية.
وهناك مطالبات بتوسيع إسرائيل على حساب سوريا، من خلال المحافظات الثلاثة القريبة منها، مثل السويداء ودرعا وامتدادات الجولان.
لا يفوتك
شرق أوسط بطل فيه العجب: المخاوف الإسرائيلية من سقوط الدولة السورية
اتصالات بروتوكولية بين مصر وإيران حول الحرب الجديدة بسوريا
حرب مذهبية دامية
لكن تذكروا كيف سقطت بغداد، بالخيانات من كل نوع، والزعماء الموتورين، ويدفع ثمن ذلك كله الشعوب والجيوش..وها هى دمشق في الطريق.
الأمل فقط في تحرك حقيقي من الإيرانيين والروس، رغم أن كل جهة منشغلة بتحدياتها، لكن بالفعل هناك مقاتلات وميلشيات إيرانية وشيعية وصلت، إلا أنهم لم يفرضوا أنفسهم على الأرض حتى الآن، في مواجهات من الممكن جدا أن تتحول لحرب مذهبية دامية.
الأحداث تسبق التحليلات
وأنت تقرأ هذه الكلمات، من الممكن أن تكون قد سقطت دمشق، لو لم تتدخل روسيا أو إيران، ويكون كل هذا من الماضي، حيث تسبق الأحداث حتى تحليلها.
ولا تسأل، حتى مجرد السؤال عن قوات عربية مشتركة، تدعم العراق وسوريا والأردن فيما يهددها منذ 13-21 سنة، لأنه من المستحيلات مثلها مثل العنقاء والخل الوافي.
نقلق على الجزائر
وآسفا، أقول إنه من الممكن أن توافق إسرائيل وأمريكا على تحركات ناتو عربي بالمقاتلات الجوية دون التورط البري بكل تعقيداته، إن كنتم تريدون سوريا معكم، دون تقسيمها لدويلات.
وعلى نفس نسق استهداف الدول العربية الكبيرة في مساحتها، فعلى السعودية والجزائر أن تقلق بالطبع، وبالذات الجزائر بوصفها قائدة معسكر الممانعة، وفرنسا وإسرائيل ودول عربية تستهدفها بالأمازيغ والطوارق وخلافه، والسعودية تعرف ما عليها فعله.
الصهاينة في كل العصور
ولنذكر من نسي ويتناسي أن الصهاينة في كل العصور وبكل الوجوه وعلى كل الأساليب، جاهروا كثيرا بالقول أن أساس وعماد الأمة العربية، العراق وسوريا ومصر.لو أردتم الإنهاء على العرب، فعليكم بهم.
وهذا ما تم فعلا، لكن علينا إيقاف صفوف الدينامو قبل أن تنهار كلها، ليتعاظم في المقابل شبه المنحرف الذي يكون تركيا وإسرائيل وإثيوبيا وإيران، مع بعض الخيانات فيكون الشرق الأوسط الذي يريده نتنياهو ومن وراءه.