بعد ساعات قليلة من زيارة مصرية رفيعة المستوى لتل أبيب في محاولة لإنقاذ المنطقة من تصعيد استثنائي، ووسط أنباء تتواتر حول الترتيبات الإسرائيلية التى وصلت الأمتار الأخيرة في عملية اجتياح رفح، رغم عواقبها الوخيمة حتى على مصر وطبعا النازحين الفلسطينيين والمنطقة من وراءهم ، كانت الرسالة العسكرية والرئاسية المصرية غير التقليدية والفارقة، التى توقف العالم وإسرائيل عندها بالفعل، فهى رسالة خاصة جدا بعلم الوصول.
حديثى هنا عن مشاهد استعراض القوات المسلحة المصرية ، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تدربياتها الفنية الخاصة حول كيفية مجابهة الدبابات الإسرائيلية “ميركافا” وتدميرها، بدون تشويش أو تمويه لأغلب المحتوى، وفق المعتاد في مثل هذه المشاهد والصور الخطيرة..والتى قلبت إسرائيل ومعسكرها والعالم فور عرضها!
الإعلام الرسمي المصري بث الرسالة
وكل هذا تم بثه على الإعلام المصري الرسمي، مما حقق تفاعل كبير على ردة الفعل المصرية التى طالب بها الكثير من المصريين الوطنيين الواعين، ومنهم نحن، في إطار تحقيق توازن القوى بالمنطقة مهما كانت التحديات المحلية والإقليمية والاقتصادية.
وبالطبع، لا استبعد بالمرة أنه تمت إجتماعات عاجلة في عدة دوائر إسرائيلية وأيضا من داعميهم، فور بث هذه المقاطع المصرية ، لوضع تقدير موقف حول الرسالة المصرية وبالذات في هذا التوقيت، رغم الاتصالات المصرية الإسرائيلية وضخ الغاز الإسرائيلي لمصر الذى يحل لها كثير من الأزمات في ملف الكهرباء وتراجع إنتاج الحقل ظهر ، بخلاف الأزمات الإقليمية المحيطة، والتحديات الداخلية!
تدمير الميركاڤا وكشف أخطاء التروفي
والأكثر من ذلك أن قوات الجيش المصري قامت خلال جولة تفقدية أجراها الرئيس السيسي لمقر الأكاديمية العسكرية المصرية بالإطلاع علي أحدث البرامج العلمية والتدريبية للطلبة العسكريين، ومنها استعراض تدمير الدبابة الإسرائيلية ودراسة عيوب أنظمة الحماية الخاصة بالدبابة “تروفي”.
دبابات “ميركافا” تتوزع أجهزة نقل الحركة في القسم الأمامي لهيكلها، لكن نموذج Merkava Mk2 الذي كان يُنتج لغاية نهاية الثمانينيات عاجز عن التصدي للقذائف والصواريخ الحديثة المضادة للدبابات.
وزن الميركاڤا المبالغ فيه
أما وزنها المفرط 63000 كيلوغرام فيمنع الدبابة من التحديث الفعال. وتم تزويدها بمدفع 105 ملم وسرعتها القصوى على الطريق المعبدة 45 كلم/ساعة فقط.
ونموذج Merkava Mk3 فهو أكثر تطويرا، ولديه مدفع أملس عياره 120 ملم، وتم تزويده بنظام قيادة النيران الحديث. لكن وزنه ازداد إلى 65000 كلغ.
التخزين لم يضرها
وكانت كل تلك الدبابات تُخزن خلال فترة طويلة في مستودعات جيش الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن حالتها التقنية تعتبر مقبولة.
وظهرت أعداد كبيرة منها خلال الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، وأصبح إسمها معتادا على ألسنة حتى غير المختصين بالشئون الإسرائيلية والعسكرية، لكن العبوات والقذائف من نوعية ياسين ١٠٥، التى تصنعها المقاومة الفلسطينية محليا، وتتمكن من إعطاب هذا الدبابة المتطورة ، أصبحت أكثر شهرة منها.
المعادلة التى قدمتها المقاومة الفلسطينية للعالم
والمعادلة أصبحت معروفة للجميع ، دبابة يصل سعرها لسبعة ملايين دولار، يتم تدميرها بعبوة ب٥٠٠ دولار فقط!
وإنطلاقا من ذلك وغيره، كانت الرسالة المصرية ، التى وصلت لإسرائيل وداعميها فورا، بمغزاها وما بعد مغزاه ، حتى أن المواقع والمحللين الإسرائيليين المقربين من دوائر صناعة القرار الإسرائيلي سياسيا ومخابراتيا وعسكريا، اعترفوا بانه ما فعله الجيش المصري والسيسي تهديدا سافرا لإسرائيل، تزامنا مع الاجتياح المرتقب لرفح، رغم المحاولات المصرية للهدنة، والتى تروج تل أبيب أنها تدعمها، لكن ميدانيا وواقعيا، الأمر غير ءلك بالمرة، بل ويتهمون القاهرة أنها تعمل لصالح حماس!