أما وقد حدث ما لم تكن تتوقعه إسرائيل مطلقا بإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف اليهود في يوم واحد للمرة الأولى منذ أحداث النازية وحرب أكتوبر، وذلك قبل بدء الحرب فعليا وهي حرب في السابق تحملت إسرائيل مئات القتلى وأشهر من القتال اكتفت خلالها بالرد بالقصف الجوي ولم تجرأ على تكرار الدخول البري الذي كبدها الكثير مع حزب الله عام ٢٠٠٦
وهي الآن جريحة ذليلة تختار بين خيارين أحلاهما مر ، إما أن تكتفي بالرد الهزيل أو أن تسقط في فخ الاجتياح البري الذي قد ينتهي بترنح الجيش الإسرائيلي أمام الكمائن والإغارات البرية مما يضعف من صورته ويجعل الشرق الأوسط الذي يعج بتنظيمات وجماعات وجيوش تنتظر هذه اللحظة للانقضاض على إسرائيل ويالها من لحظة تنتظرها العديد من دولة المنطقة لاستعادة مجدها الثليج وتسيد المشهد في الشرق الأوسط الذي فقد الزعامة ويسعى العديدون لاقتناص هذه الفرصة من الفرس شرقا ولا أبالغ إن قلت إلى تركيا وغربا
وهناك الوحش الذي ما زال رابضا يراقب المشهد برمته كل هذا المشهد يدور على خلفية خسائر اقتصادية فادحة يوميا تتكبدها إسرائيل جراء توقف المؤسسات وحالة التعبئة العامة التي قد تكمل أكثر من أسبوع قبل الدخول في معركة قد تمتد لأسابيع لن ولن ولا يمكن أن يتحملها الاقتصاد الإسرائيلي الذي عجز عن توفير الطعام والشراب والعتاد للجنود الذين تم استدعائهم مما دفع المستوطنيين لإنشاء مجموعات واتساب لجمع التبرعات لتوفير الدعم المطلوب لجنود الجيش.
أوكد أن:
١- إطالة زمن المعركة خسائره الاقتصادية أكبر أثرا من خسائر المعركة البشرية.
٢- أي اجتياح بري يعني مضاعفة الخسائر البشرية لإسرائيل.
٣- لقد انتهي المستقبل السياسي لنتانياهو وكل من سيشاركه هذه الحكومة سينال نفس مصيره.
٤-الدولة الأذكى في الشرق الأوسط هي الدولة التي تراقب المشهد لحين انكشاف المستقبل المتأرجح الآن بين احتمال إيقاع خسائر في صفوف العدو تؤدي لانهياره فتنتهزه أو الاتجاه نحو حل سياسي فيكون لها الكلمة في فرضه.
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما.
صدق الله العظيم.