يأتى أكتوبر وتنتعش فيه الذاكرة وتتدفق الذكريات ونجد مئات الصفحات والقنوات والاذاعات وهى تنشر ذكريات وبطولات صناع وأبطال النصر ..
منذ فترة قصيرة كان لى الشرف بالتعرف على رمز جديد من رموز الوطن الذى قضي مسيرته العسكرية وهو يجوب أرجاء الوطن يعمل ويحارب ويدافع ويتعلم بكل إخلاص وتفان وإنكار للذات.بعيدا عن الإعلام وبكل هدوء وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى يتحدث عن ذكرى النصر وزملاؤه من الأبطال والشهداء بكل فخر وإيثار وتقدير..إنه اللواء اح/محمود سليمان عبد البر من قادة سلاح الفرسان”المدرعات”
وفى كلمات موجزة وباستحياء يتحدث عن ذاته بكل هدوء ،عندما طلبت من سيادته التعرف عليه ورغم توليه مناصب عديدة أثناء خدمته وذكرياته الكثيرة الحافلة بصور النجاح والتميز إلا أنه يختار أن يتحدث عن أغلى وأهم محطة فى حياته وحياة كل المصريين أكتوبر وبإيجاز يتحدث عنها ورغم ما حققه من بطولة كبيرة كرم على غرارها الا انه لا يتغنى بها ويمر عليها بكل هدوء ويخبرنا قائلا :
بمناسبة الذكرى ٥٠ ( اليوبيل الذهبى ) لملحمة السادس من أكتوبر ١٩٧٣ .. استعيد ذاكرتى عندما شاركت كأحد جنود تلك الحرب التى أعادت للمصريين و العرب كرامتهم وردت للمصريين إعتبارهم – لقد تخرجت من الكلية الحربية ،مدرسة الوطنية وعرين الأبطال فى فبراير ١٩٧٠ برتبة الملازم .
– شرفت بإنضمامى إلى صفوف مقاتلى الجيش الثانى الميدانى ( فرقة مدرعة بكتيبة دبابات ) .
– شاركت مع الأبطال فى حرب الإستنزاف حتى إندلاع معركة العزة والكرامة فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣ .
– تحركنا مساء ٦ أكتوبر فى إتجاه سرابيوم لنشاهد ألسنة اللهب شرق القناة ترتفع إلى عنان السماء بفضل جنودنا البواسل الذين سبقونا فى عبور القناة .
– نتيجة تدمير الكوبرى المخطط عبورنا من خلاله ، إنتشرنا غرب القناة حتى تم إصلاح الكوبرى صباح ٧ أكتوبر لنعبر القناة دعما للفرقة ١٦ مشاة لنجد الحلم بدأ يتحقق ووصلنا إلى سيناء أرض الفيروز ..
وبتلقائية مشاعر الحب والوطنية وجدتنى أنزل من دبابتى لأسجد لله وأقبل رمال سيناء حمدا وشكرا على ما تحقق ، ثم إستكملت تقدمى طبقا للمهمة المخططة .
– قاتلنا مع وحدات الفرقة ١٦ مشاة حتى يوم ١٣ أكتوبر .
– باستكمال عبور باقى وحدات الفرقة ٢١ المدرعة ، صدرت أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة بدفع الفرقة ٢١ المدرعة لواءين مدرع ولواء مشاه ميكانيكى ) لتطوير الهجوم فى إتجاه المحور الأوسط . لتشهد سيناء أكبر معركة للدبابات فى التاريخ العسكرى المعاصر .
– توليت قيادة سرية / لكتيبة دبابات بعد إصابة قائد السرية وإخلائه للنقطة الطبية للعلاج .
تمكنت من تدمير ٥ دبابات إسرائيلية ضمن القوة الرئيسية للعدو فى منطقة أبو طربوش .
– كان لى شرف الحصول على نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ( بطل الحرب والسلام ) فى فبراير ١٩٧٤ .
ستظل إنتصارات أكتوبر ٧٣ المجيدة هى الصفحة المضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية .
رحم الله شهدائنا الأبرار وأطال فى عمر أبطالنا الأحياء الأطهار..
وتنتهى الكلمات ولكن لا تنتهى ذكريات الأبطال ومع رمز آخر من رموز حرب النصر،والعزة أكتوبر 1973