جاءنا الآن
الرئيسية » نشرة الأخبار » أبلة نظيرة..براند الاستثناء المصري..نموذج لدعم الدولة للدماغات المختلفة

أبلة نظيرة..براند الاستثناء المصري..نموذج لدعم الدولة للدماغات المختلفة

زينة عبد الله 

أن تكون مبادرا مختلفا، حتى لو كان بأدوات تقليدية ، ومساحة اعتيادية ليست براقة، أكيد ستحقق حالة خاصة ، وستعيش سنوات طويلة، مهما كانت التحديات التكنولوجية والتطورات المختلفة، هذا لأنه كانت هناك مفكرين في جهات مختلفة من الدولة المصرية، تعرف أن التواصل مع الغرب والشرق السابقين، أمر في غاية الأهمية، مع الإبقاء على الهوية المصرية مع تطويرها.

هذا بالظبط، التى حققته أبلة نظيرة، تلك السيدة المبادرة التى ارتبط اسمها ليس بالطبخ فقط، ولكن بكل ما هو متعلق بالتدبير المنزلى في الصورة الذهنية المصرية، ورغم أن مسرحية المتزوجين في موقفها الساخر الشهير، من أكثر من عرف المصريين في الأجيال المتتالية بأبلة نظيرة، إلا أنها في مفاجأة غير تقليدية ، غاضبة منهم.

كان من المهم أن نعرف من هى هذه السيدة المختلفة ، في إطار إبراز النماذج المعافرة المختلفة ، الناجحة بأساليب بسيطة لكن مبدعة بشكل مختلف.

هى نظيرة نيقولا التى اشتهرت بأبلة نظيرة ( 1902 – 1990) : صاحبة أول موسوعة عربية في الطبخ ومن أشهر مؤلفي كتب  طبخ.

أبلة نظيرة..براند من براندات الاستثناء المصري..نموذج لدعم الدولة للدماغات المختلفة

كانت نظيرة نقولا تدرس في كلية التدبير المنزلي بمصر، وفي عام 1926 قررت وزارة المعارف إرسال بعثات في كافة التخصصات لاستكمال الدراسة العلمية ومن هذه التخصص التدبير المنزلي، فتم اختيار 14 فتاة من كلية التدبير المنزلي كانت من بينهم نظيرة نقولا للدراسة بجامعة جلوستر بأنجلترا لمدة ثلاث سنوات في فنون الطهي وشغل الإبرة .

وعند عودة نظيرة من البعثة عملت مدرسة لمادة ( التدبير المنزلي ) في مدرسة السنية للبنات، وكانت تحث تلميذاتها على حب المطبخ وتزيين المائدة بأبسط الأشياء فكانت تعتبر الطهى فن مثل باقى الفنون، وتدرجت إلى أن أصبحت المفتشة العامة بوزارة التربية والتعليم .

فاز كتابها ( أصول الطهي ) التي قامت بتأليفه بالشراكة مع السيدة بهية عثمان والتي تخرجت من كلية بردج هوس بإنجلترا وكانت المفتشة العامة أيضاً بوزارة التربية والتعليم بمصر في مسابقة أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم في الأربعينات من القرن الماضي على مستوى المدارس تشترك فيها مدرسات التدبير المنزلي لتأليف كتاب في الطهي تعتمده الوزارة كمنهج دراسي للفتيات .

ومن التدريس وتأليف الكتب انتقلت أبلة نظيرة إلى الإذاعة لينتظرها الكثير من ربات البيوت للاستماع إلى وصفتها الشهية بجانب مشاركتها في مجلة حواء التي استمرت فيها لتقديم وصفات اشهى المأكولات حتى بعد توقف برنامجها .

أبلة نظيرة..براند من براندات الاستثناء المصري..نموذج لدعم الدولة للدماغات المختلفة

– اسمها الحقيقي نظيرة نيقولا، ومن مواليد عام 1902.

– تخرجت في كلية التدبير المنزلي.

– تعد هي صاحبة أول موسوعة نسائية خاصة بالأمور المنزلية والطبخ في الإذاعة المصرية.

– بعد عودتها إلى مصر عملت نظيرة نيقولا مُدرسة للتدبير المنزلي، وتدرجت في مناصبها حتى تولت منصب المفتشة العامة بوزارة التربية والتعليم.

– فيما بعد تفرغت نظيرة نيقولا لمجال الطهي، وتدريس التدبير المنزلي في مدرسة السنية للبنات.

– في ثلاثينيات القرن الماضي، جمعتها علاقة صداقة قوية بالسيدة بهية عثمان التي كانت تشغل منصب المفتشة العامة بوزارة المعارف أيضًا.

مسابقة غيرت حياة «أبلة نظيرة»
في الأربعينيات أعلنت وزارة المعارف عن مسابقة لتأليف كتاب خاص بأمور الطهي، وذلك لاعتماده كمنهج دراسي للفتيات، وهي ما قررت نظيرة نيقولا المشاركة بها مع صديقتها بهية عثمان، ونجحن في تأليف كتاب «أصول الطهي» في أكثر من 800 صفحة.

وسرعان ما قام الثنائي بعرض الكتاب على الملكة فريدة، زوجة الملك فاروق حينها، وكشفا عن سبب تأليف الكتاب، وهو لتنشئة الفتيات على فهم أمور الحياة المنزلية.

وسرعان ما لاقى الكتاب انتشارًا واسعًا، وتمت طباعته إلى 12 نسخة، قامت بتعديلهم «أبلة نظيرة» باستمرار، وبمرور الوقت أصبحت تقدم فقرة إذاعية ثابتة مع الإذاعية صفية المهندس، للحديث عن محتويات الكتاب.

أبلة نظيرة..براند من براندات الاستثناء المصري..نموذج لدعم الدولة للدماغات المختلفة

غضب من «أبلة نظيرة» بسبب مسرحية «المتزوجون»
وعلى الرغم من عشق الكثيرين من المشاهدين لمسرحية «المتزوجون»، إلا أنها تسببت في غضب «أبلة نظيرة»، وذلك للسخرية الشهيرة من كتابها بأحد المشاهد التي جمعت بين الفنان الراحل سمير غانم والفنانة شيرين.

وفي عام 1992، رحلت «أبلة نظيرة» عن عمر ناهز الـ90 عامًا، لكن اسمها بات خالدًا حتى اليوم، بمبادرتها المختلفة، والتى نؤكد على أنه كان أساسها الدولة المصرية، ولذا ندعو الجهات المعنية لاستمرار دعم كل من كان مثل أبلة نظيرة في كل المجالات.

عن الكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *