الحقيقة وبكل الود والاحترام، لا أظن أبدا أن ما يقوله بعض الخبراء حول تطورات السد الأثيوبي وتصريح رئيس الوزراء الأثيوبي الأخيرة حول الانتهاء التام منه.
الحقيقة أيضا أن إعلامنا، أو غالبيته، يسطح الأمور بشكل مسيىء، ووصل بنا الحال إلى أن بعض الإعلام يبشرنا بإن سد إثيوبيا سوف ينهار بسبب الزلالزل المتكررة!
إعلامنا بهذا الأسلوب فى التناول والترويج لمثل هذه الأفكار والضلالات، بقصد أو بدون، يروج للشعوذة والخرافات!
يا جماعة الخير .. هل يعقل أن البنك الدولي والجهات المانحة والمساهمة فى بناء السد لم تجري، قبل الشروع فى البناء، دراسات جيولوجية لقياس مدي استقرار التربة فى تلك المنطقة والمدي الذى يمكن أن يؤثر به النشاط الزلزالي فى المنطقة على جسم السد المفترض!
هل من المنطق أن عالم أو باحث أو حتي خبير فى كل حاجة فى الدنيا، يجلس أمام شاشة كمبيوتر متصلة بالإنترنت داخل مكتبه فى الولايات المتحدة الأمريكية، لديه القدرات والتأكيدات على أن الزلازل الضغيرة حتما سيتبعها زلزال مدمر، وأن هذا الزلزال (المفترض طبعا)، سوف يدمر السد الإثيوبي، وهذا ما يهدد السودان ومصر!
يا جماعة الخير .. احترموا دماغنا شوية ..
يا جماعة الخير .. عليكم الانتباه إلى أن قضية السد الإثيوبي من القضايا التى ترتبط ارتباط مباشر بالأمن القومي المصري، ما يعني أن الإعلام لابد أن يدرك ان وسائل الإعلام ليس المكان المناسب لمناقشة الخفايا والتداخلات المرتبطة بالقضايا المرتبطة بالأمن القومي.
ولابد أن يدرك صناع الإعلام، أن المعلومات الحقيقية المرتبطة بهذا الأمر والمتوفرة لدي الأجهزة المعنية بحماية وتأكيد الأمن القومي والتى يجب أن نثق أن لديها كل التخريجات والسيناريوهات والتصرفات الملائمة لكل ما يشكل مساس او تأثير على الأمن القومي، ولابد للإعلام أيضا أن يدرك أن هذه الأجهزة لا يمكن بحال من الأحوال أن تعلن على الملأ ما لديها وماتنتويه وما لديها من أوراق ضغط أو تأثير فى مثل هذه القضايا الحساسة.
ما يعني أن الإعلام الواعي الفاهم، عليه أن يلتزم التزاما حرفيا فيما يتعلق بقضية السد الإثيوبي بما تعلنه الدولة المصرية بشكل محدد ودون إفتاء أو استضافة علماء مدعين، يبشرونا بأن الزلازل ستطيح بالسد الإثيوبي!
استقيموا يرحمكم الله