وحدة الشئون الزراعية ووحدة الرصد السوشيالى
حوار معلوماتى مهم، اقتنصته جريدة الجمهورية الأسبوعى من خبير الزراعة البيولوجية المصري الهولندى د. هشام فريد، حيث كشف لهم عن كل الجديد في هذا المجال، وكيف من الممكن أن يكون قاطرة مصر للتنمية الحقيقية والاكتفاء الذاتى والتصدير.
ونستعرض معا كل التفاصيل في الحوار التالى:
د هشام فريد: ١- جهود الدوله للنهوض بالقطاع الزراعى فى مصر كبيرة وعظيمة وتستهدف حماية المكاسب وتنمية هذا القطاع بزيادة الرقعة الزراعية من أجل الوصول إلى الإكتفاء الذاتى وما يزيد يتم توجيهه للتصدير ،.
بالنسبه لتوفير المياه
٢- أستطيع القول بكل فخر ورضى عن مجهودات الدولة المصرية فى تنمية القطاع الزراعى، وعلى الرغم من حجم المخاطر والمؤامرات التى تحيط بها !!
ولم تقف القيادة السياسية منذ البداية مكتوفة الأيدى لعلمها بالنوايا والمخططات الدولية المتواطئة ضد مصر وحقها المشروع فى التنمية والحياة الكريمة . ولذلك كان القرار المصرى بأخذ العديد من الاجراءات والاحتياطات لحماية مصر وشعبها من أضرار قد تصيبها من أى تصرفات حمقاء قد تضر بالشعب المصرى وتم التوسع فى معالجه مياه الصرف وإنشاء محطات المعالجة وأيضا إنشاء محطات معالجة مياه البحر وإنشاء محطة المفاعل النووى فى الضبعة لتوفير الطاقة ومما ينتج عن ذلك من توفير كميات كبيرة من المياه المعالجة نتيجى عملية التبريد والتى سوف تكون صالحة للزراعة.
وتمتلك مصر منخفض توشكى الذى يستطيع أن يحتوى ملايين الأمتار المكعبة من مياه الفيضان ، وقد رأينا ذلك منذ عده أسابيع مضت ، وكيف كان سقوط الأمطار الغزيره والسيول وتم
فتح منخفض توشكى وامتلأ بمياه السيول ولم تتعرض مصر لأى أضرار والحمد لله ،.
وتم إعادة تشغيل ترعه السلام وبناء قناطر أسيوط وسحارات سرابيوم.
كذلك تم حفر أنفاق قناه السويس لنقل مياه النيل إلى صحراء سيناء وإنشاء مجتمعات زراعية وزيادة الرقعة الزراعية فى سيناء مما يعود بالتنمية والرخاء لأهل سيناء .
وكل هذه الإجراءات من شأنها حماية نهر النيل من الفيضان المفاجىء وإمكانية تخزينها وتحقيق الاستخدام الأمثل منها مما يعود على الشعب المصرى بالتنمية والرخاء بإذن الله.
زياده الرقعه الزراعية
قامت الدولة بعمل العديد من المشاريع القومية على سبيل المثال وليس الحصر
مثل “مشروع مستقبل مصر ” ويهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية وزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة والمحاصيل الزيتية وتم تخصيص ٢ مليون فدان كمرحلة أولى على أن تتبعها مرحله ثانية لتصل التوسعة إلى ٤ مليون فدان .
المرحله الأولى بدأت بالفعل أبريل ٢٠١٧ بتكلفه ٨ مليار جنيه ووفرت ١٠ الآف فرصه عمل مباشر و٣٦٠ الف فرصة عمل غير مباشر فى أماكن مختلفة فى توشكى الخير والدلتا الجديدة وغيرها ،.
وكذلك مشروع الدلتا الجديدة وتنميه شمال ووسط سيناء ومشروع الريف المصرى ،.
كذلك قامت الدولة بعمل مشروع ال ١٠٠ ألف فدان صوب وهو ما يعادل ٤٠ ألف صوبة لزراعة الخضار وأزهار القطف وبعض أصناف الفاكهة،.
كذلك قامت الدولة بإنشاء مشروع شرق العوينات على مساحه ٥٦٠ ألف فدان وتم زراعه ١٦٦ الف فدان حتى الآن .
كذلك هناك المشروع القومى لإنتاج شتلات قصب السكر من أجل الحفاظ على جودة المحصول ومعدلات مرتفعة من نسبة السكر فى المحصول ،.
كذلك تم البدء فى مشروع زراعة تقاوي البطاطس وإنتاج البذور ،.
أيضا هناك مشروع مبادرة حياة كريمة ، الذى يعتبر من أهم مشروعات العصر الحديث ومنذ عصر محمد على يقدم خدمات لأكثر من ١٥٠٠ قرية خلال المرحلة الأولى للمشروع وتبطين الترع من أجل دعم المزارع المصرى وتحسين معيشته بتكلفه مبدئيه تعدت المليار جنيه ويعد أكبر مشروع تنميه فى العالم ،.
٣- محاصيل حققت الاكتفاء الذاتى :
وقد تم تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل مثل الأرز والذرة الرفيعة والخضار مثل الفراوله ( الفراوله علميا خضار وليس فاكهه والطماطم فاكهة وليست خضار )والفاكهه مثل الموالح وخاصة البرتقال وما يفيض منها للتصدير و كذلك الدواجن وبيض المائدة مما يحقق الأمن الغذائى للمصريين ،.
وهناك محاصيل بها فجوات زراعية مثل القمح والذرة الصفراء والمحاصيل الزيتية وكذلك اللحوم الحمراء .
سؤال : هل من الضرورى تحقيق الاكتفاء الذاتى من إنتاج القمح ؟
زراعه القمح والتوسع فيها تحتاج إلى كميات مياه كثيرة ، وفى نفس الوقت الذى يتناقص فيه نصيب الفرد من حصة المياه لمصر فيجب أن نعمل على ترشيد استهلاك المياه واستخدامها فى الزراعات المختلفة وبدراسات مدروسة لبعض المحاصيل واختيار التوسع فيها او الأبقاء على نسبة الاستيراد لتعويض النقص فى المياه وده قرار سياسى يتخذه متخذ القرار وبناء على معرفته بكل الملفات ،.
٤- بالتأكيد يساهم القطاع الزراعى فى إنعاش الاقتصاد المصرى بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضار والفاكهه وتصدير الفائض منها مما يوفر دخل قومى من العملات الأجنبية .
وكذلك هناك طفرة ملحوظة فى زيادة ما يحققه قطاع تصدير السلع الغذائية المصنعة والمعلبة للخارج وزياده الدخل القومى من العملة الأجنبية.
د هشام فريد: ٥- يحتاج التصنيع الزراعى فى مصر إلى عدة إجراءات من شأنها تقوية هذا القطاع وزيادة عوائده من العملة الأجنبية مثل
– حصر الزراعات والأصناف التنافسية التى يتم اختيارها من أجل التصنيع الزراعى على أن تكون مساحات مجمعة وإنشاء مصانع التصنيع الغذائى بالقرب منها ،.
– التشجيع على الزراعات البيولوجية وتوفير مستلزمات الإنتاج من أجل الحصول على أعلى إنتاجية بصوره آمنة وصحية ،.
– تقديم الدعم النقدى للمزارعين والمصانع لتطوير القطاع الزراعى وتحسين جوده الإنتاج من أجل تحقيق المنافسة العادلة والنوعية فى الأسواق الخارجية .
٦- للأسف لا توجد استراتيجية متكاملة للزراعة البيولوجية حتى الآن فى مصر ! وانا كنت قمت فى عام ٢٠٠٤ بالتعاون والعمل مع مركز البحوث الزراعية فى الجيزة ، ومعهد بحوث وقاية النباتات فى الدقى والتابعين لوزارة الزراعة، وقمت بعمل تجارب على الزراعة البيولوجية فى الفراولة والفلفل والخيار وكانت النتائج ناجحة وواعدة جدا.
طالبت بضرورة إنشاء الصوب المحمية وقتها لما لها من فوائد اقتصادية عديدة، ولكن لم تكن هناك رغبة عند رجال الأعمال لعدم ادراكهم لأهميتها وعوائلها الاقتصادية الهامة !؟ وكذلك عدم توفر إرادة سياسية لتحقيق ذلك فى هذا التوقيت . بعدها بعدة سنوات قمت بعقد أول مؤتمر للتعريف بالزراعة البيولوجية فى قاعة التقلا بجريده الأهرام وهى استراتيجية مكونة من ٨ خطوات وتشمل العديد من النواحى وقد كان لجريدو الجمهوريه السبق فى نشر هذه الاستراتيجية فى حوار سابق لى منذ عده سنوات مضت ،.
ولا يوجد الآن وبعد كل هذه السنوات اللا مجهودات فردية لا تحقق الهدف ولا تستطيع إنتاج منتج بيولوجى متكامل وحقيقى، وذلك لعدم توفر مقومات الزراعة البيولوجية والمقاومه الحيوية المتكاملة وعدم وجود قانون يحدد ويقرر استخدام المواد البيولوجية فى ظل عدم وجود خبرات حقيقية لعدم توفر الممارسة الفنية. ولكن الآن الوضع مختلف عن قبل ٢٠ عام مضت وهناك إرادة سياسية وأكثر من ٤٠ ألف صوبه تم بنائها وإذا أحسنا زراعتها زراعات بيولوجية نستطيع أن نحقق دخلا قوميا من العمله الأجنبية !! وأنا على أتم استعداد لمناقشة وشرح هذه الاستراتيجية مع متخذ القرار من أجل تفعيل الاستراتيجية الزراعية البيولوجية فى مصر من أجل مستقبل أفضل وأنا دائما أقول إن تفعيل الزراعة البيولوجية هى ضرورة ملحة لأنه لا يوجد فى مصر أهم من صحه المواطن المصرى !!
ولذلك أستطيع أن أقول أن الزراعة البيولوجية هى أمن قومى لمصر .
٧- ومن الهام والضروري جدا التحول والتركيز على الزراعات البيولوجية من أجل صحة الإنسان لأنها زراعات نظيفة وخالية من السموم وزراعتها فى الصوب توفر من ٧٠ إلى ٨٠ ٪ من مياه الرى وتحقق زياده فى الإنتاج ٤ او ٥ أضعاف ،.
إلى جانب أن الطلب على المنتجات البيولوجية فى السوق العالمية أصبح مطلب أساسى وفى ازدياد وتعتبر ميزة تنافسية فى الأسواق العالمية .
٨- الزراعات البيولوجية تصلح فى كل بيئة ونسب نجاحها متفاوتة على حسب الظروف البيئية المحيطة والمتغيرة ،.
٩- أنا أرى مستقبل الزراعة فى مصر مبشر جدا وواعد وخاصه إذا استمرت الدولة على إتباع النهج الحالى والتوسع فى الرقعة الزراعية وتوفير مستلزمات الإنتاج والتوجه إلى الدعم النقدى المباشر للفلاح وأيضا زيادة الإنتاج بالتوسع الرأسي بزراعة واستنباط أصناف عالية الإنتاجية والجودة وأيضا ضرورة الاهتمام بالإرشاد الزراعى والتوسع فيه وتبادل الخبرات بين المزارعين بعضهم البعض ،.
كذلك أوصى بإنشاء جمعيات زراعة يكون المزارعين هم ملاكها الحقيقين ولهم حرية الشراء والبيع لكل مستلزماتهم الزراعية وغيرها ليكون ذلك مصدر دخل إضافى فى حالة تحقيق مكاسب يتم توزيعها عليهم لأنهم أصحاب الجمعيات فعلا ،. وبذلك يتم القضاء على الفساد فى المنظومة الزراعية وزيادة تكاليف الإنتاج زيادة غير حقيقية تذهب إلى جيوب الفاسدين ويتحملها المستهلك المصرى فى نهاية الأمر !؟ لأن أية زيادة فى سعر التكلفة بيتحمله المستهلك النهائى للسلعه !!
كما أوصى بأن تدخل الدولة كشريك مع المزارع من أجل ضمان وتحقيق الخطة الاستراتيجية الزراعية للدولة وأيضاً ضمان سعر عادل فيه هامش ربح عادل للمزارع لضمان الاستمرارية وتحقيق معيشة كريمة للمزارعين ،. كما أوصى بزراعة المحاصيل التى تحتاج إلى كميات مياه غزيره خارج مصر عن طريق شركات وطنية وكنوع من أنواع التكامل الاقتصادى مع دول حوض النيل والدخول فى شراكات زراعيه وتجارية معهم مما يعزز التعاون الاقتصادى والسياسى بيننا وبين هذه الدول الأفريقية .
١٠- توقعاتى إن شاء الله مبشره بالخير لأن مصر حاليا تحت قيادة رشيدة وتعمل بمبدأ التنمية المستدامة والحفاظ على المكتسبات الحالية وتنميتها وعندى كل الثقة فى الباحثين ورجال العلم والخبراء أنهم قادرون على تحمل المسؤلية وتطوير المنظومة الزراعية بما يحقق الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل فى ظل المعطيات والتحديات الحالية والمستقبلية وسوف تكون مصر قريبا من أهم الدول فى تصدير الخضروات والفاكهه والصناعات الزراعية إن شاء الله ،.
حفظ الله مصر والمصريين
د. هشام فريد
خبير الزراعة البيولوجية والتنمية المستدامة – بهولندا