مجتمع يحتاج لإنقاذ!
المجتمع المصري بكل طبقاته، يتعرض لنوعيات مختلفة من التحديات في كل أنواع الملفات، المركز عليها، وغيرها.
لا أتحدث فقط، عن التحديات التى نتعرض لها يوميا في الإعلام والصحافة والرأي العام والسوشيال ميديا، وغيرها.
فالكل، العام والخاص يعرفها، البسطاء والمختصين يدركونها، وسنتعرض لزوايا لها، بوصفها مؤثرة على مستقبلنا، ومشكلة أيضا لجانب كبير، من المشهد الذي نعانى منه في كل النواحى..
والأمر يتطلب تدخل كبير من المجموعة الوزارية الاجتماعية والثقافية، لو كانت هناك جهات تريد إنقاذ المجتمع.
لكن حديثى حول أزمات وعقد تتضاعف وتضرب المجتمع المصري، وتؤثر فيه بحق، حتى أنه لن يكون المجتمع القادم، شبيه في أى شئ تقريبا، للمجتمع السابق “الحالى حاليا” ، فقط سوى في الجنسية.
رموز المستقبل المصري
وهناك نماذج من الأطفال “رموز المستقبل” ، مشكلى هذا الحالة الاستثنائية في تاريخ الوطن، والتى يعانى منها المجتمع المصري في كل زوايا المشهد مع كل الطبقات ، كما أشرنا سابقا.
ولتبسيط الصورة المعقدة، لنختار نماذج مختلفة، من هؤلاء الأطفال، الذي يختار كل منهم مصيره، أو يجبر عليه..
حلم ووهم
منهم مثلا، طفل نبدأ به الحكى، دفع له أبوه كل ما لديه من أموال، تصل حتى مليون جنيه، أى أنه ليس فقيرا بشكل ما، ليهرب من مصر ليشترى الوهم أو الحقيقة البعيدة، ليجر غيره من أهله لنفس الطريق بين الحياة والموت.
أطلال الطبقة المتوسطة
وطفل آخر، من أبناء أطلال الطبقة المتوسطة، ابن دكتور أكاديمى أو كاتب أو مثقف وطنى أو مهندس أو مدرس أو حتى المهن التى يتصور البعض إنها “مسنودة” من الدولة لكنها تعانى أيضا مثل القاضي والضباط ، يحاول أن يجد طريقه في البلد أو في الخارج لكن بشكل قانونى، وسط تحديات معقدة جدا، كلها تحاول إعاقته وإفشاله..وهو الوحيد الذي أدعمه شخصيا، لأنه الوحيد القاطر لهذا المجتمع، والمكافح، والمعافر، ليس لنفسه فقط، بل لكل الوطن بكل طبقاته، حتى الذي يعانى منهم.
إبنة الساحل الشرير
وطفلة ثالثة، من أبناء طوائف الساحل الشرير وكومباوندات القصور، تعيش حياة رغداء لأسرة لا تعرف كيف تحقق كل هذه الأموال المبالغ فيها، في ظروف المفروض أنها معقدة اقتصاديا داخليا وإقليميا، ولا توجد سوى بعض المجالات والأوساط التى تحقق أرباح مهولة.
الطبقة الجديدة الصاعدة
وطفل رابع، من الطبقة الجديدة الصاعدة من جنبات الطبقة المتوسطة لمساحة خاصة جدا، تشكلت خلال السنوات الأخيرة بداية من أحداث ٢٠١١ وحتى الآن، وهذا النوع الوحيد الذي طريقه مفتوحا بشكل غير مسبوق، وفق المنظور، حتى تغيير ما، ومنهم مثلا نواب ما ووزراء ما وإعلاميين ما، وقطاعات أخرى معروفة بالطبع.
الفقراء الكادحون
وطفلة خامسة، من الطبقة الفقيرة جدا، التى لا تستطيع الحياة وسط كل ذلك، ولا تملك الخروج مثل بعضهم، ولا البقاء مثل بعضهم، وتعيش اليوم بيومه، وتزيد آلامها أكثر وأكثر، مع مرور الوقت، ويطحنها كل شئ بلا رحمة، لا تعليم داعم لها، كما كان الوضع سابقا، ولا أية فرصة عمل تعينها على تجاوز معاناتها، فحصيلتها تنفق على أجرة المواصلات التى أصبحت بندا تعجيزيا، بالإضافة لأكل السوق، وغيرها..
إبن المصريين بالخارج
وطفل سادس، إبن أسرة من أسر المصريين بالخارج، بالطبع تحدياته مختلفة عن الآخرين، وهو نموذج بذاته، لكن الحالة منوعة بين من يريد العودة، ومن يريد البقاء هناك، وبين كونه من يعيش في دول عربية أو غربية، الأهم أننا نتعرض لكل حالة على حدى.
رصدى ومحاولتى للتشخيص والإنقاذ
هذا رصدى، ومن الممكن أن يكون هناك رصد آخر وفق تصور البعض، لكنها محاولتى لتشخيص الحالة، دعما لهذا المجتمع، التى يعانى بحق، بين جنبات العديد من علامات الاستفهام، بلا حل، ولا حتى محاولة للحل.
ونواليكم في حلقات متتابعة لبحث ما عن كل طفلة وطفل ممن اخترناها كنماذج للحالة التى نعايها، لبحثهم عن مستقبلهم، كل منهم بطريقته..والأمر ليس شخصيا من خلال رصدى الخاص، بل نوليه اهتماما كبيرا في مؤسستنا بصيرة للتنمية والثقافة والإعلام والتدريب، ونستعرضها من خلال أدوات مختلفة، وندعو من خلالها لنقاش عام من أجل مصرنا جميعا.
ونواصل معكم الحديث …